يعتقد الكثير من الناس خاصة الشباب أن كل الأثرياء ولدوا وفي فمهم ملعقة من ذهب ، وأن الحظ والخلفية العائلية هي سيد اللعبة حينما يتعلق الأمر بالثراء وريادة الأعمال ولكن السيرة الذاتية للملياردير الصيني جاك ما لديها رأي آخر وتثبت كذلك أن أي إنسان مهما كانت بدايته متواضعة أو بسيطة يمكنه أن يصبح رائد أعمال ناجح وثري .
وهذا ليس لأنه بنى شركة عملاقة مثل علي بابا فقط، بل لأنه بدأ من الصفر ، دون امتلاك علاقات ولا رأس مال، ولا حتى مهارات تقنية قوية، ولكنه كان يملك شيئًا واحدًا فقط وهو الإصرار.
جاك ما لم يكن عبقري رياضيات أو عالما في الفيزياء مثلا بل كان يُرفض في أغلب الوظائف البسيطة التي تقدم لها، وفشل في امتحانات القبول الجامعي أكثر من مرة. لكن ما ميزه هو أن لديه رؤية استشرافية غابت عن الكثيرين وهي أن الإنترنت قادم ليغيّر كل شيء.
واليوم أصبح اسم جاك ما يرتبط مباشرة بالتجارة الإلكترونية العالمية، ويُعتبر قدوة لملايين الشباب حول العالم ممن يحلمون ببناء مشاريعهم على الإنترنت، وتحقيق استقلال مالي بعيدًا عن الوظائف التقليدية.
إذا كنت من المهتمين بريادة الأعمال، أو تسعى لتبدأ مشروعك الخاص في عالم الربح الرقمي، فقصة جاك ما التي سنتطرق إليها في هذه المقالة ستمنحك دروسًا لا تُقدّر بثمن.
لأنها ليست فقط قصة نجاح… بل خريطة طريق لكل من بدأ من الصفر.
1- النشأة والخلفية: من زقاق صغير في هانغتشو إلى منصات التجارة العالمية

وُلد جاك ما يوم 10 سبتمبر 1964 في مدينة هانغتشو بشرق الصين، وهي مدينة جميلة لكنها لم تكن وقتها مركزًا اقتصاديًا أو تكنولوجيًا كما هي اليوم ، كما أن عائلته كانت متواضعة جدًا حيث أن والده كان يعمل في فن شعبي يُعرف باسم “بينغ تان” – وهو نوع من الغناء القصصي – لكنه لم يكن يدرّ دخلًا كافيًا.
وفي صغره لم يكن جاك ما ذلك الطفل النابغة الذي يبهر الجميع، بل على العكس تمامًا.
كان ضعيفًا في الرياضيات، ودرجاته كانت متواضعة، وحتى امتحانات القبول الجامعي رسب فيها مرتين متتاليتين قبل أن ينجح في الثالثة، وهذا أول درس مهم نتعلمه من قصة جاك ما هو أن: النجاح لا يتطلب أن تكون الأفضل في المدرسة، بل الأصدق في المحاولة.
ولكنه امتلك شيئًا ميزه عن غيره وهو أن لديه فضول لا يُقهر وحبٌ شديد لتعلّم اللغة الإنجليزية. ومع قلة الموارد، ابتكر جاك طريقته الخاصة في التعلم حيث كان يركب دراجته يوميًا إلى فندق كبير في مدينته ليتحدث مع السياح الأجانب مجانًا فقط ليتعلم منهم اللغة
ظل يفعل ذلك لمدة 9 سنوات متواصلة، حتى أصبح يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ليس من المدارس، بل من الشارع، وهذه التجربة علمته شيئًا لم تعلّمه له المدارس:
كيف يتواصل، كيف يبني علاقات، وكيف يرى العالم خارج حدود الصين.
لاحقًا هذا الفهم العميق للعالم الخارجي وللغة الإنجليزية سيلعب دورًا أساسيًا في بناء رؤيته العالمية لمنصة “علي بابا”. حيث أن جاك ما دائمًا يقول إن ما تعلمه من الشارع والسياح والاحتكاك الواقعي كان أكثر قيمة من كل الشهادات التي حصل عليها لاحقًا.
2- البدايات الفاشلة: سلسلة من الأبواب المغلقة قبل أن يُفتح باب واحد المنشود

عندما يرى البعض جاك ما واقف على المسرح يخطب وسط آلاف رواد الأعمال، أو في قائمة أغنى رجال العالم، قد يعتقد أن بداياته في مجال الأعمال كانت موفقة أو على الأقل لن يتخيلوا مقدار السوء التي كانت عليه فعلا فمن الملفة في جاك ما هو اصراره المذهل على النجاح لأنه تمكن من تجاوز سلسلة من الاخفاقات المتتالية في بداية حياته التي كانت من شأنها أن تحطم معنوياته وتحبط عزيمته ولكنه على عكس ذلك لم ينهزم أو يستسلم
فبعد تخرجه من الجامعة، كان بدأ جاك ما في البحث عن وظيفة كغيره من شباب جيله حيث تقدّم لأكثر من 30 وظيفة وتم رفضوه في كل الوظائف التي تقدم لها .ومن أطرف المواقف التي تعرض لها جاك ما هي حين تقدم للعمل في الفرع الجديد لماكدونولز في مدينته ضمن 24 متقدم فتم قبول الـ23 الآخرين ورفضوه هو ، وهاكذ توالت سلسلة طويلة من الاخفاقات المحبطة لدرجة أنه قال : “كنت أُرفض كثيرًا لدرجة أني بدأت أعتقد أني لا أصلح لأي شيء.”
ولكنه بدل من أن يعيش جاك ما دور الضحية، أو يندب حظه العاثر بدأ في تغيير منظوره ووجهته حيث بدأ بتبني فكرة مهمة جدًا:
إذا لم يكن هناك أحد سيمنحني فرصة، اذن يجب علي أن أصنع فرصتي بنفسي.
في منتصف التسعينات، كانت الصين بالكاد تعرف الإنترنت. وكان جاك ما وقتها رجل بسيط، لا يعرف البرمجة ولا يملك خلفية تقنية، لكن لما سافر إلى أمريكا سنة 1995 كمترجم، واكتشف الإنترنت لأول مرة، أدرك أن هذا الشي سيغير العالم.
بحث جاك ما عن بعض البضائع الصينية على الإنترنت، لكنه لم يجد أي نتائج وهنا بدأت شرارة الفكرة وبدأ بالتفكير في : “لماذا لا أنشئ منصة إلكترونية تُمكّن الشركات الصينية من الوصول للعالم؟”
الفكرة بدت بسيطة في نظر كثير من الناس ولكنها في الواقع جنونية لأن جاك ما شاب ليس لديه خلفية تقنية، ولا مال، ولا دعم حكومي، ولا خبرة في التجارة… ويريد أن ينافس في عالم الإنترنت، ولكنه كان واثقا من نجاح فكرته ومصرا على تحقيقها وهذا ما ساعده على النجاح بفكرته .
3- الفكرة الفريدة: علي بابا… بوابة الصين للعالم

عندما قام جاك ما برحلة قصيرة لأمريكا سنة 1995، واكتشف الإنترنت لأول مرة… وكان وقتها بعمر 31 سنة، لم يكن يملك كمبيوتر خاص، ولم يكن يعرف حتى كيف يستخدم الفأءة (الماوس) بشكل جيد ولكنه بمجرد ما جرّب البحث في جوجل عن كلمات بسيطة ، تفاجأ بأنه لا وجود للصين على الإنترنت تقريبًا وعندها سأل نفسه سؤال بسيط، لكنه كان بداية كل شيء: “لماذا الشركات الصينية ليس لها وجود على الإنترنت؟”
ومن هنا قرر جاك ما، الذي ليس لديه باع في البرمجة، ولا خلفية تقنية، بأن ياخذ زمام المبادرة ويبني موقع إلكتروني يربط الشركات الصينية الصغيرة بالعالم الخارجي. ليفك بذالك العزلى الرقمية للصين ويجعلها منفتحة على التجارة العالمية بنقرة واحدة.
لماذا سما جاك ما موقعه بـ “علي بابا”؟
يقول جاك ما عن سبب تسمية موقعه : “كنت أبحث عن اسم مفهوم عالميًا، بسيط، ويرمز لفتح الأبواب” ، ومن لا يعرف عبارة “افتح يا سمسم” المرتبطة ببوابة مغارة علي بابا السحرية تمامًا مثل منصته.
لكن كيف تمكن من انشاء موقعه رغم كل تلك النقائص التي كانت لديه
جاك ما لم يكن يملك تمويل ضخم ولا فريق تقني قوي ولذلك فإن، أول موقع أنشأه كان شكله بدائي جدًا مجرد صفحة HTML بسيطة جدًا. لكنه أرسل الموقع لأصدقاءه في الصين وأمريكا، وخلال ساعات بدأ يتلقى رسائل من شركات صينية تريد أن تعرف كيف تعرض منتجاتها على الإنترنت وبهاذا عرف إن فكرته ليست مجرد فكرة مجنونة بل فكرة رائعة ومطلوبة بشدة.
بدأ يجتمع جاك ما مع أصدقاءه في شقته المتواضعة في هانغتشو، وكانوا يعملون لساعات طويلة ليلًا ونهارًا، ويبرمجون، ويخاطبون الموردين، ويشرحون لهم فكرة الإنترنت أساسًا ومن خلال هذه الطاقة الجماعية، انطلقت Alibaba.com في عام 1999، كمنصة B2B تساعد المصنعين والموردين في الصين على عرض منتجاتهم للعالم.
وبفضل إصراره ومثابرته ، حصل جاك ما على أول استثمار خارجي كبير من شركة SoftBank اليابانية: 20 مليون دولار وهاكذا تحول جاك ما من شخص لم يكن أحد يرغب في توظفه لشخص صاحب فكرة عبقرية وناجح لدرجة أن يثق فيه مستثمرين بملايين الدولارات .
4- التحديات والصعوبات: لما كانت النهاية أقرب من أي وقت… لكنه ما استسلم

بعد تأسيس “علي بابا” في نهاية التسعينات، كانت الأمور تبد أنها في الطريق الصحيح فالموقع بدأ يكبر، والشركات الصينية تتهافت عليه لعرض منتجاتها لكن كما هو الحال مع كل مشروع ناشئ لا يوجد نجاح بدون أزمات،و من أخطر الأزمات والتحديات التي مر بها جاك ما وفريقه وأبرزها :
1-4- أزمة السيولة :
رغم حصول جاك ما على استثمار كبير من شركة SoftBank، إلا أن إدارة الأموال كانت تحدي مرعب بالنسبة لجاك ما وفريقه فهم لم يكونوا خبراء في المحاسبة أو التسيير المالي، وكانوا ينفقون بكثرة على التطوير والتوظيف بدون نظام مالي دقيق وهذا ما أدى بهم إلى الوقوع في أزمة مالية خانقة لدرجة أن جاك ما صرح بنفسه في أحد المقابلات :
“مر علينا وقت لم يكن لدينا مال لندفع حتى رواتب الشهر الجاي“
وصلوا لنقطة كادوا يفلسون فيها، وكانت الشركة على حافة الانهيار التام ولكنهم تمكنوا في النهلية من حل كل تلك المشاكل المالية .
2-4- المنافسة الشرسة: eBay تدخل السوق الصيني:
في 2003، دخلت شركة eBay الأمريكية السوق الصيني بكل قوتها ومعها ميزانية ضخمة، وسمعة عالمية، وتقنيات متقدمة… لدرجة أن الكل توقع أن علي بابا ستختفي .
لكن جاك ما فاجأ الجميع حيث قال لفريقه: “eBay عملاق في أمريكا… لكن هذا بيتنا، وهذا ملعبنا” ولم تكن هذه مجرد مقولة يقولها جاك ما لتحفيز فريقه فحسب بل كانت استراتيجية عبقرية حيث أنه بدل أن يحارب eBay في مجالها الأساسي (B2B)، قام يتأسيس منصة جديدة ومجانية تماما مخصصة للمستهلك الصيني العادي، وسمّاها: Taobao.
بينما eBay كانت تاخذ عمولات على كل عملية بيع… وهذا ما جعل المستخدمين يهربون منها ويتجهون لـ Taobao.وخلال سنتين، eBay انسحبت من الصين بالكامل…حيث علقو على تجربتهم في السوق الصينية بقولهم : “البيئة الصينية مختلفة، وجاك ما كان أذكى منا.”
3-4- ضعف الثقة في الإنترنت داخل الصين:
لا ننسى إننا نتكلم عن بداية الألفينات وفي تلك الفترة كانت الإنترنت شيء جديد، ومعظم الناس في الصين لم يكونوا يملكون الثقة ليرسلوا أموالهم أو يطلبوا من المواقع إلكترونية.وهذا ما يجعل من مهمة جاك ما وفريقه مهمة صعبة للغاية .
4-4- ضغط نفسي وجسدي رهيب
كان جاك ما يعمل أكثر من 16 ساعة في اليوم وكان يواجه الإعلام، المستثمرين، الموظفين، العملاء، وهذا ما يعرضه لضغط نفسي كبير وأحيانًا حتى الخوف من الفشل لدرجة أنه قال مرة: “كل صباح، كنت أستيقظ وأفكر: هل اليوم هو اليوم الذي تنتهي فيه كل هذه القصة؟”لكنه كان يتذكر دائمًا السبب الذي بدأ لأجله وكان يرجع ويستمر.
الرسالة الحقيقية من هذه المرحلة؟
الناجحين ما عندهم حياة سهلة… عندهم قوة نفسية تخليهم يكملون وقت ما الكل يتراجع.
جاك ما ما كان أذكى واحد… لكنه كان أكثرهم ثباتًا وإصرارًا، وهذا يكفي أحيانًا لتفوز في السباق!
5- النجاحات والانجازات الكبرى :

بعد سنوات من الصبر والمجازفة والابتكار، بدأت “علي بابا” تحصد النتائج فعليًا وترتقي حاملة معها جاك ما إلى القمة ومن بين أهم النجاحات التي حققتها:
1-5- أكبر اكتتاب في التاريخ :
في سنة 2014، قرر جاك ما أن يطرح شركته Alibaba Group للاكتتاب العام في بورصة نيويورك وهنا كانت المفاجأة فقد دخلت علي بابا السوق بقيمة 25 مليار دولار وهذا أكبر طرح عام في تاريخ البورصات العالمية في ذلك الوقت وهو نجاح ساحق يحققه جاك ما مدرس اللغة الانجليزية الذي دخل عالم ريادة الأعمال بفكرة مجنونة مؤسسا الشركة صينية، التي تفوقت على شركات عملاقة مثل Google وFacebook في طرحها الأولي
2-5- جاك ما يتحول إلى ملياردير ويثبت للعالم :أن لا يشيء يمنع الانسان من تحقيق هدفه إلا هو نفسه
لم يصبح جاك ما غنيا بين ليلة وضحاها بل بعد جهد وصبر واصرار لا نظير له فقد كان واثقا من نجاح فكرته رغم الانتقادات والمثبطات وهزم الفشل واليأسة وفي النهاية لاقى النجاح الذي يستحقه فقد ارتفعت ثروته في ظرف أيام من الاكتتاب إلى أكثر من 20 مليار دولار!
وفي سنوات لاحقة، وصلت إلى أكثر من 60 مليار دولار، مما جعله أغنى رجل في الصين لسنوات طويلة. ورغم كل تلك النجاحات التي حققها لم يغيره المال ولم ينقصمن تواضعه شيء وكان دائما يقول:
“المال أداة وليس هدف وإن لم يكن لديك هدف أسمى من المال فستضيع عندما يأتي المال .”
3-5- نجاحات أخرى خارج Alibaba
لم يكتفي جاك ما بمنصة واحدة بل قام بمجموعة من الاستثمارات والأفكار الأخرى والتي حققت له نجاح لا يقل أهمية عن منصة علي بابا :
- أطلق AliExpress: وجهة المستهلكين حول العالم للتسوق من الموردين الصينيين بأسعار منافسة.
- أسس Ant Group: شركة تكنولوجيا مالية مسؤولة عن منصة الدفع الإلكتروني Alipay، التي يستخدمها اليوم أكثر من مليار شخص
- استثمر في التعليم، البيئة والابتكار التكنولوجي وأسّس جامعات ومؤسسات لدعم الشباب والمشاريع الصغيرة.
4-5- أرقام يصعب تصديقها ولكنها تظهر مدى نجاح جاك ما
- Alibaba تدير مبيعات سنوية تتجاوز 1 تريليون دولار
- المنصات التابعة لها تُستخدم في أكثر من 190 دولة حول العالم.
- يوم “11/11” (يوم العُزّاب في الصين، مثل البلاك فرايدي في أمريكا)، تحقق الشركة مبيعات بمليارات الدولارات في ساعات معدودة فقط.
6- الدروس المستفادة من تجربة جاك ما في ريادة الأعمال:

إن النجاح الذي حققه جاك ما ليس نجاحا ماليا فقط بل هو نجاح انساني أثبت به أن النجاح ليس حكرا على العباقرة أو الأغنياء أو الذين ولدو بامكانيات كبيرة فقط بل هو ممكن للجميع مهما كانت امكانياتهم وبداياتهم ، فجاك ما مدرس الانجليزية البسيط أصبح ملهما لملايين البشر الذين يرغبون بتطوير أنفسهم وتحقيق أحلامهم .
ومن أبرز ما يمكن أن نتعلمه من قصة جاك ما، هي الدروس التي يشاركنا إياها بنفسه. فأقواله ليست مجرد أقوال عابرة، بل خلاصة تجارب حقيقية عاشها ونجح من خلالها رغم كل التحديات:
1-6- اليوم قاسٍ. الغد سيكون أقسى. لكن بعد الغد سيكون جميلًا:
هذه العبارة من أشهر ما قاله جاك ما، وهي تختصر رحلة كل شخص يسعى للنجاح الحقيقي. فهو من خلال هذه المقولة يعطينا تصورا واضح وواقعيا عما سيواجهه أي شخص يسعى للنجاح حيث يقولها بوضوح: البداية صعبة، والاستمرار أصعب… لكن من يصبر، يرى النتيجة.
فالنجاح لا يأتي بسرعة، ولا يحدث بين ليلة وضحاها.ففي البداية، ستواجه تحديات وضغوط، وربما تشك في نفسك.ولكن من يتحمّل صعوبة البدايات، ويصمد في وجهها سيصل إلى اللحظة التي تثمر فيها جهوده، وتصبح الحياة أجمل مما توقع.
2-6- إذا لم تستسلم فلا يزال أمامك فرصة، الاستسلام هو أكبر فشل:
ويعبر جاك ما من خلال هذه المقولة أن الانسان ما دم يحاول، فأنه في الطريق الصحيح نحو النجاح. والاستسلام هو القرار الوحيد الذي يُغلق جميع الأبواب، بينما الاستمرار – حتى وإن كانت صعبا –يبقي أمامه فرصًا قد تغيّر مستقبله بالكامل.
فالفشل جزء طبيعي من الرحلة، لكن الاستسلام قرار…والاستمرار قرار أيضا والقرار بيدك.
3-6- احلم حلما كبيرًا، وابدأ صغيرًا، وتحرك بسرعة
في هذه المقولة يقدّم جاك ما استراتيجية واضحة لأي شخص يريد تحقيق النجاح والتي تتضمن ثلاثة خطوات ذهبية :
- احلم حلما كبيرًا: لا تضع حدودًا لطموحك.
- ابدأ صغيرًا: لا تنتظر الكمال… ابدأ بما لديك.
- تحرك بسرعة: لا تؤجل، لأن السوق لا ينتظر.
كل إنجاز عظيم بدأ بفكرة بسيطة وخطوة صغيرة، فجاك ما لم يؤسس “علي بابا” بنفس الحجم التي هي عليه اليوم من البداية ، بل بدأ من شقّة صغيرة مع عدد محدود من الأصدقاء، ولكن كان لديه رؤية كبيرة وخطة واضحة.
4-6- الفرص دائمًا موجودة حيث يشكو الآخرون:
هذه واحدة من المقولات العميقة لجاك ما، لأنّها تغيّر طريقة نظرتنا للمشاكل من حولنا.
بينما ينشغل الكثيرون في التذمّر والشكوى من الظروف، يرى الريادي الحقيقي فرصة تستحق أن تُستثمر فجاك ما في حد ذاته لاحظ فجوة ضخمة في السوق الصيني عندما وجد أن الناس يواجهون صعوبة في الوصول إلى المنتجات والخدمات عبر الإنترنت ، فبدلًا من الشكوى، أنشأ “علي بابا”.
كل مشكلة حولك هي فرصة في انتظار من يملك الجرأة والرؤية.فالمبدعون لا يهربون من الأزمات، بل يغوصون فيها ليخرجوا منها بحلول جديدة. لأن ريادة الأعمال لا تُبنى في منطقة الراحة، بل في مواجهة التحديات بذكاء.
مصادر مهمة لمزيد من الاطلاع :
1- الصفعة الرسمية لمجموعة Alibaba Group
2- صفحة جاك ما على موقع Forbes
3- مقال جاك ما من موسوعة Britannica
4- محتوى رائع يحوي نصائح يقدمها جاك ما للشباب على قناة YouTube